لكن على أيّةِ حال لم يكن الحلم يكلّفني شيئًا.

صورة
 إلى هنا ونكتفي.. من المحاولة، من التذكر، من الانتباه، من القلق، من الانتظار، من الركض، من الأمل واليأس، من كل شيء. يكفي هذا القدر من اللاجدوى. لم أعد أحتمل الشعور بالعمر وهو يتسرب من بين يدي دون أن أفعل شيء، دون أن أقول كفى. آن للقلب أن يهدأ. آن للحياة أن تبدأ. آن للذكرى أن تزول. وآن لشمس الغد أن تشرق. لا ندم على ما فعلتُه ولا ندم على ما لم أفعله، لم أعد أتمنى عودة شيء، ولم أعد أنتظر قدوم شيء، ليس لدي وقت للتوقع والالتفات، أُحاول فقط أن لا أفسد ما بين يديّ. حتى وإن كان الذي بين يديّ قليلًا، هذا القليل يكفيني، يكفي أنه حقيقي لا زيف فيه ولا ريب يخالطه. يكفيني القليل من الأصدقاء والأحبة، القليل من المعارف، القليل من المسرات، القليل من الأمل، القليل من المعرفة، القليل من الأحلام. تكفيني حياة صغيرة أحياها، بدلًا من حياة كبيرة أحلم بها. وهذا لا يعني أنني يئست أو استسلمت. مازلتُ أحلم، وأريد، وأرغب، لكن ليس على حساب طمأنينة قلبي. مازلتُ أحلم لأن في الحلم أمل يبقينا على قيد الحياة، ولكنني اكتفيت لأن في الاكتفاء طمأنينة تجعلنا نحيا. اكتفينا من خيبات الأصدقاء، اكتفينا من خذلان الأحبة، اكتفينا من

كلمــات يمانيــة خالــدة لا يفهمهــا إلا مـن قــرأ تاريخ وحضـارة اليمــن القــديـم


عندمـا انسـاحت جيـوش الإســلام فاتحــةً بـلاد الــروم  ،  كانـت القبــائل اليمانيــة في المقدمــة جنبــاً إلى جنـب مـع بقيــة إخوانهــم العــرب والمسلميـن


ذات يـوم التقـى أحــد قــادة جيــوش الــروم بالقيــل الحميــري سميفــع بن ناكــور  ،  المشهــور بذو الكــلاع الحميـري


قال الـرومي  لـذو الكـلاع  : 

نحـن نعلــم أنمــا أخرجكــم من بلادكــم القحـط والجــوع

فخــذوا ما شئتـم وعـودوا مـن حيـث أتيتــم  !!


فأجـاب قيـل حمير بكـل ثقـةٍ وإعتـزاز  ومذكّـراً الرومـي  :

قــد أخطأت يا هــذا  ،  إنمـا نحــن نتبــع خُطـى أسلافنــا 


نعـم  !!!  نتبــع خطى أسلافنــا

لن يفهـم هـذه الكلمـات إلا مـن قـرأ التـاريخ جيــداً  ..


إبراهيم الكازمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جامع نجد الجماعي التاريخي

لؤلؤة همدان

من أروع وأجمل المنظر في اليمن