لكن على أيّةِ حال لم يكن الحلم يكلّفني شيئًا.

صورة
 إلى هنا ونكتفي.. من المحاولة، من التذكر، من الانتباه، من القلق، من الانتظار، من الركض، من الأمل واليأس، من كل شيء. يكفي هذا القدر من اللاجدوى. لم أعد أحتمل الشعور بالعمر وهو يتسرب من بين يدي دون أن أفعل شيء، دون أن أقول كفى. آن للقلب أن يهدأ. آن للحياة أن تبدأ. آن للذكرى أن تزول. وآن لشمس الغد أن تشرق. لا ندم على ما فعلتُه ولا ندم على ما لم أفعله، لم أعد أتمنى عودة شيء، ولم أعد أنتظر قدوم شيء، ليس لدي وقت للتوقع والالتفات، أُحاول فقط أن لا أفسد ما بين يديّ. حتى وإن كان الذي بين يديّ قليلًا، هذا القليل يكفيني، يكفي أنه حقيقي لا زيف فيه ولا ريب يخالطه. يكفيني القليل من الأصدقاء والأحبة، القليل من المعارف، القليل من المسرات، القليل من الأمل، القليل من المعرفة، القليل من الأحلام. تكفيني حياة صغيرة أحياها، بدلًا من حياة كبيرة أحلم بها. وهذا لا يعني أنني يئست أو استسلمت. مازلتُ أحلم، وأريد، وأرغب، لكن ليس على حساب طمأنينة قلبي. مازلتُ أحلم لأن في الحلم أمل يبقينا على قيد الحياة، ولكنني اكتفيت لأن في الاكتفاء طمأنينة تجعلنا نحيا. اكتفينا من خيبات الأصدقاء، اكتفينا من خذلان الأحبة، اكتفينا من

جزيرة سقطرى جنه الله في الارض

كتابة سائح جزيرة سقطرۑ اليمنية


#زيارة جزيرة سقطرى كانت أمنيه غالية وحلما منذ زمن بعيد وذلك بعد مشاهدة إستطلاعا لها في مجلة العربي في ذلك الزمن ، ولقد جاءت زيارتنا لجزيرة سقطرى في الفترة من 8 - 15 صفر 1429 هجرية الموافق 15 - 22 فبراير 2008 م تحقيقا لهذا الحلم 


ولو كتبت كل شيء عن جزيرة السعادة فإن هذا لا يعطيك أخي الكريم صورة حية عنها ، حيث إنها تشكل بحد ذاتها قطعة من الفردوس ولوحة من لوحات الجمال والروعة ، فوداعتها وطيب أهلها لا يمكن وصفه ، وروعة تضاريسها ومناخها المتنوع 

#_وخضرتها_وجبالها الشاهقة وكهوفها المهولة وسهولها الرحبة ومحمياتها بل كل شبر من أرضها تفرض نفسها عليك لتكتب عنه وهو أقل من القليل في حق هذه الجزيرة 


وسوف يكون موضوعنا هذا مكون من عدة أجزاء نتطرق فيه ونذكر به معلومات وحقائق عن الجزيرة وعن التنوع البيئي وطبيعة الجزيرة وأهلها ، من مصادرها وكذلك من مشاهدتنا وتجولنا ولقاءاتنا في الجزيرة


#بمناسبة إختيار صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2007 تم تنظيم رحلة لسقطرى للمشاركين بهذه الفاعلية وكان أحدهم هي #الروائية الكويتيه ، ليلي العثمان حيث سجلت اعجابها بما شاهدته بمقال جميل ومشوق واسلوب رائع في الكتابه أقتطف منه التالي :


" كان يوم الاثنين 12/1 هو يوم المفاجأة الكبرى ، يوم الأحلام والجمال ، كان السفر إلى جزيرة سقطري الحالمة وسط المحيط ، أقلتنا طائرة خاصة إلى هناك .... هبطنا من الطائرة إلى قطعة اقتطفها الله من الجنة وأهداها إلى اليمن التي تستحق الهدية.


آه يا سقطرى ! ماذا فعلت بي ؟ 


يا حلماً لم يراودني يوماً ، يا شادية بين الجبال العالية ، يا صمت البكارة الخجلى التي لم تمسها فحولة المدينة وأنيابها ، ضاوية بالغيم ، معربشة بالأخضر والأزرق ، ناعسة تحرسها جبالها ، رجالها الشاهقون العاشقون ، ونخيلها المحتار ما بين نسمة تزف إليه الندى وريح تزأر في قلبه ، يستقبل أطفالك السياح بتلويحة أكفهم السمراء ، أبرياء من سموم المدن وصراعات جشعها #_غيومك_إكليل_الجبال وحصاك نعالها الحنون. 


كيف يا سقطري انبثقت من جوف الأرض ؟ أمرجان أنت تحدى العمق وانفرش جميلاً ؟







أم لؤلؤة نادرة عافت صدفتها لتتعرى طامعة بصدر السماء وشفاة القمر ؟ هل أنت جنية البحر أم تراك عروسته التي تاقت روحها إلى الضياء ! كم أنت باهية رائعة كقلب الأم حين يحتضن ابتسامة الطفل البكر . 

#سقطرى ، واحة أنت في قلب البحر يؤمها العطاشى والحالمون والمبدعون ليحفروا أسماءهم على لحاء أشجارك النادرة يسجلون تواريخ القدوم ، كم تراهم سينتظرون حتى يسجلوا تواريخ الزيارة القادمة ؟ 


تلك بيوتك تغفو على سهام الريح صيفاً ، تشق عباب أذنها تسافر في خلجاتها الساكنة ، تزعزع أشجار قلبها الغافية ، تشعل فتائل الحب فتفور نيران الأجساد المتعبة ليولد كل يوم أقمار ونجوم .


 بيوتك تشم كل فجر رائحة التنور وأقراص العجين المخمر بانتظاره ثغور الأطفال الناعسين ، تكفكف الأم جوعهم وتنثر للطيور بقايا الفائض من خبز يابس ، ويا لضفافك الزرقاء تورق أجمل الدرر ، صخورك الحمراء والبيضاء ، قواقعك ، مرجانك ، قلوب نساء تترامى مكشوفة لفضول العيون ، تتشهي الأكف أن تلمسها ، تسرقها وتخبئها ، تهرب بها بعيداً لتكون تحفاً ترص على المناضد والرفوف ، لكن عيون حراسك واعية تحميك ، تصادرك فيبكي كل من فقدك . 


إيه سقطرى : من لي ولو بخيمة صغيرة أسكنها هنا بين بحرك والجبل أو تحت "دم الأخوين" لبهائك ولله الذي صنع هذا الجمال ، فكي يا سقطرى حبالك كلها وضفائرك ، قيديني بها ، أسجنيني في قلبك ، لا أريد حرية الدنيا كلها ، أريد قيدك ، سجنك .. 


آه كم يكون السجن شاسعاً وسعيداً في قلبك ؟ أي حجة إذن أبتدعها لأظل في حضنك ؟ هل أحب رجلاً فيك لأبقى ؟ أم أتحول رجلاً لأحب امرأة فيك وأبقى ؟ 

لن تثمر أحلامي بالبقاء ، لقد خلقك الله بعيدة ليعبرك السائحون والعاشقون ويرحلون لكي لا يلوثوا طهارتك وجمالك . 


سقطرى : يا بهاء الدنيا ، كحلها ، فضتها ، زينتها ، ورودها والينابيع ، أحبيني مثلما أحببتك ، ناديني مرة أخرى لأرتدي من غيمك سترة طفولتي المحرومة ، وصباي السجين وعمري الذي يشيخ الآن ، افرشي لي عشبك ورملك ، دثريني بشعر نخيلك الحنون ، سربي إلي أحلام نساءك الصامتات أتجول في جنانها ، ألتقط لي زوادة للرحيل ، كم أحبك وأنا في قلبك الآن ، وغداً حين أكون بعيدة عنك سأحبك أكثر وكل السنين القادمة . 


سقطرى : أنت في البحر قلب أم وفي القلب أنت أشهى الرجال ، أودعك الآن وأنسى قلبي كله بين ذراعيك ، صكي عليه ، قبليه كل ليلة ليظل يخفق فأعيش حتى وأنا بعيدة عنه . 


لا وصف ولا كلام يكفي ويعطي جمال هذه الجزيرة حقها ، حتي الشعر لن يفيها هذا الحق. توقفت بنا السيارات، كان المكان معدا، تحت الأشجار فرشت الأبسطة والوسائد. توزعنا في المكان مثل الطيور تتقافز من جمال إلى جمال، رذاذ مطر خفيف ونسمات لاتثير قشعريرة البرد بقدر ما تضاعف النشاط والرغبة في تكشف كل شيء كبير أو صغير. 


تناثرنا نلتقط 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جامع نجد الجماعي التاريخي

لؤلؤة همدان

من أروع وأجمل المنظر في اليمن