أزهار الريف
- الحصول على الرابط
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
يُشرقنَ قبل الشمس، يُشاركنَ الدّيَكَةَ في استقبال الصباح، يُغرّدنَ برفقة الطيور، الطيور التي تسكنُ قلوبهنّ قبل نوافذِ بيوتِهنّ.
بعد أداء ما فرض الله عليهنّ، تبدأ رحلتهنّ وقصتهنّ مع الصباح .. يتسابقنَ في سعادة؛ حاملاتٍ "قِرَبَ الماء"، ذاهباتٍ باتجاه الآبار والعيون، لأكُفّهنّ مع حبال "الدِّلَاءِ" وأحجارِ العيون رواياتٌ طويلات.
ما إن يعُدنَ حتى يجمعنَ ما أحدثهُ الليل في باحةِ المنزل، من أوراقٍ متساقطة، وأكياسٍ نازحة، وأتربةٍ حملتها الرياح؛ فتُصبحُ عند استقبالها لأشعة الشمس، كأنها عروسٌ اُهتِمّ بها جيداً !
لا يلتهين...تتركُ أياديهنّ "المَكَانِسَ" لتعانقْنَ الأشواك، أصبحت العلاقة بينهنّ وطيدة، يحتضِنّ بعضهنّ كلّ صباح. تتركُ الشوكةُ جزءًا منها في اليد، وتنزفُ اليَدُ دماً يبقى أثرهُ في جسد رفيقتها المتبقي، ولأنّ المحبة تضحية؛ لا يشعر أي طرفٍ منهما أنه فقد جزءا منه، بل يشعر باكتماله !
ثمّ يأتي دور النار والدخان، النار التي لا تكفّ عن اللّذع، لترسمَ على الأيادي والسواعدِ آثاراً للتضحية واضحة، وشواهدَ للحبّ باقية، والدخان الذي تصالحنَ معه رغم خطره، وتعايشنَ معه رغم ضرره، فهناك أُمهاتٌ وآباءٌ وإخوةٌ وأبنا
- الحصول على الرابط
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق