لكن على أيّةِ حال لم يكن الحلم يكلّفني شيئًا.

صورة
 إلى هنا ونكتفي.. من المحاولة، من التذكر، من الانتباه، من القلق، من الانتظار، من الركض، من الأمل واليأس، من كل شيء. يكفي هذا القدر من اللاجدوى. لم أعد أحتمل الشعور بالعمر وهو يتسرب من بين يدي دون أن أفعل شيء، دون أن أقول كفى. آن للقلب أن يهدأ. آن للحياة أن تبدأ. آن للذكرى أن تزول. وآن لشمس الغد أن تشرق. لا ندم على ما فعلتُه ولا ندم على ما لم أفعله، لم أعد أتمنى عودة شيء، ولم أعد أنتظر قدوم شيء، ليس لدي وقت للتوقع والالتفات، أُحاول فقط أن لا أفسد ما بين يديّ. حتى وإن كان الذي بين يديّ قليلًا، هذا القليل يكفيني، يكفي أنه حقيقي لا زيف فيه ولا ريب يخالطه. يكفيني القليل من الأصدقاء والأحبة، القليل من المعارف، القليل من المسرات، القليل من الأمل، القليل من المعرفة، القليل من الأحلام. تكفيني حياة صغيرة أحياها، بدلًا من حياة كبيرة أحلم بها. وهذا لا يعني أنني يئست أو استسلمت. مازلتُ أحلم، وأريد، وأرغب، لكن ليس على حساب طمأنينة قلبي. مازلتُ أحلم لأن في الحلم أمل يبقينا على قيد الحياة، ولكنني اكتفيت لأن في الاكتفاء طمأنينة تجعلنا نحيا. اكتفينا من خيبات الأصدقاء، اكتفينا من خذلان الأحبة، اكتفينا من

أزهار الريف


يُشرقنَ قبل الشمس، يُشاركنَ الدّيَكَةَ في استقبال الصباح، يُغرّدنَ برفقة الطيور، الطيور التي تسكنُ قلوبهنّ قبل نوافذِ بيوتِهنّ.

بعد أداء ما فرض الله عليهنّ، تبدأ رحلتهنّ وقصتهنّ مع الصباح .. يتسابقنَ في سعادة؛ حاملاتٍ "قِرَبَ الماء"، ذاهباتٍ باتجاه الآبار والعيون، لأكُفّهنّ مع حبال "الدِّلَاءِ" وأحجارِ العيون رواياتٌ طويلات.

ما إن يعُدنَ حتى يجمعنَ ما أحدثهُ الليل في باحةِ المنزل، من أوراقٍ متساقطة، وأكياسٍ نازحة، وأتربةٍ حملتها الرياح؛ فتُصبحُ عند استقبالها لأشعة الشمس، كأنها عروسٌ اُهتِمّ بها جيداً !

لا يلتهين...تتركُ أياديهنّ "المَكَانِسَ" لتعانقْنَ الأشواك،  أصبحت العلاقة بينهنّ وطيدة، يحتضِنّ بعضهنّ كلّ صباح. تتركُ الشوكةُ جزءًا منها في اليد، وتنزفُ اليَدُ دماً يبقى أثرهُ في جسد رفيقتها المتبقي، ولأنّ المحبة تضحية؛ لا يشعر أي طرفٍ منهما أنه فقد جزءا منه، بل يشعر باكتماله !

ثمّ يأتي دور النار والدخان، النار التي لا تكفّ عن اللّذع، لترسمَ على الأيادي والسواعدِ آثاراً للتضحية واضحة، وشواهدَ للحبّ باقية، والدخان الذي تصالحنَ معه رغم خطره، وتعايشنَ معه رغم ضرره، فهناك أُمهاتٌ وآباءٌ وإخوةٌ وأبنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جامع نجد الجماعي التاريخي

لؤلؤة همدان

من أروع وأجمل المنظر في اليمن