من تراثنا - أغاني البناء في اليمن
- الحصول على الرابط
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
يصدح البناة ومعهم العمال بأهازيج ومواويل واصوات متعددة أثناء قيامهم بعملهم، بغرض الترفيه والتسلية من عناء التعب وكسر الملل والرتابة، وشحذ هممهم وتقوية عزائمهم وتحفيزهم لمواصلة أعمالهم دون فتور أو كسل، أما الكلمات التي يرددونها فهي غير محددة، فهناك أبيات للطرافة وأخرى للمزح وثالثة لطلب شيء من صاحب العمل، لكن لا بد أن يستهلون أعمالهم صباحا بالدعاء إلى الله أن يعينهم ويجعل يومهم يوم فرح، كقولهم:
يالله اليوم عاون من سرح
يطلب الله مع المتوكلين
وجعله يومنا يوم الفرح
والعذاب انزله على المشركين
• كما يرددون أبيات فلكلورية ، لا يعرف قائلها، يبدأ مطلعها بـ(قال بدّاع) ، كقولهم:
قال بداع من حب المره
حبته واتسوي له لحوح
وان كرهها وماشي حبها
طولة الليل باتجحه جحوح
• أو قولهم:
قال بداع وا عمه حليمه
رُبعيش ما يخارج عالثميني
وانْ بَغَيْشْ الجلاعيب الكبيره
فالشقا نصها لا ترخصيني( )
• ومن الأقوال التي تردد أثناء البناء:
قال بداع سينا جهدنا
وانها قوم ماتعرف سبيل
بي فزع ياخذ الأمه (بنا)
وا يظلوا عل سيل النقيل
• ومن أهازيج البنائين عند طلبهم للشاي:
هيا سبوله نجّحي شاهي
قد ما معانا مِنُّشْ الاَّ هُوْهْ
البيت لوَّل حقكم واهي
والركن ما يجلس على ما هُوْهْ
• وهذه أبيات تردد على شكل حوار بين نقاش وباني:
- الباني:
وا مشتهر مثل حجارك
لا تجرش الدنيا جراشه
قد شي نقشك أوَّل زمانك
أو عادها بدع النقاشه
- النقاش:
قال بداع واسقاف خايل
مد رجليك لا روس المناره
الحجر واجده ملء الشوارع
والبناء مثلما ظرك المداره
• ومن أغاني البنائين، هذا الصوت وفيه نقد لصاحب البيت الذي لم يحسن إطعامهم كما ينبغي:
مني سلامي يالحصون النايفه
يا ذي بنوش أهلش على زيطي وميط
السمن ماشي والعسل ما نعرفه
ماهل على شُحْرَه ونُشَّاحي سليط
• أو قولهم:
قال الصلاحي ليت لي شربه
من بير زمزم ذي في الوادي
والاَّ غصون القات من شُعبه
خلى عيون الناس قُهَّادي
يا ذاك خُذ لك بالنَّسَم عَجْبَه
والمال لأهله وَيْش بتقادي
من الجبل لا الحيد لا الوادي
عالزين بالأرواح نتفادي
• وقد يتم ترديد أيات عبارة عن لغز (محزاة) كقولهم:
يا بن صلاح احزيك من بكره
الدين فيها والوضو ماشي
ما تشرب الا بالسنه مره
وقوتها ذبي وقشاشي
• وهذه محزاة أخرى:
يا بن صلاح احزيك من بكره
ما مثلها بالأرض طراشه
عاده سببها لا ظهر بازل
طير الهوى بينفض ارياشه
• ذات مرأة رأى الشاعر يحيى علي غالب السليماني الباني عبدالقوي بن ثابت السرحي يتباطأ في عمله مستغلا طيبة صاحب البناء (اسمه عبدالله علي) فقال:
عبدالقوي بن ثابت الباني
سَوّي لعبدالله علي مَوْشّق
يجلس ثمان ايام عالصفة
من شان يتلحّم ويتمرّق
فرد عليه الباني عبدالقوي ثابت السرحي:
يحيى علي ذي جي من المهجر
فازع عليه بالكهرباء يحرق
والبيت لوَّل حقّهم واهي
عا به سنه وِن ذا بيتدقدق
• وعند قياس الباني للركن بالميزان (الخيط والحجرة) كانت امرأة ترى عورة الباني من الأسفل، لم يكن حينها وجود للسراويل الداخلية، فقالت له (الله الله دعلل الميزان سَواء) .. ففطن أحدهم لما تقصد وكان شاعراً فقال:
يا بن صلاح القيس وافي
كُن دعلل الميزان كله
يوم العُسن ظلّه تمائي
أوبه على الجُرذي تشله
• ورأى أحد الشعراء الباني عبدالقوي بن ثابت السرحي يبني فيما كانت أمامه امرأة جميله تشاهد عمله، فقال الشاعر مشبها تلك المرأة بـ(الاتريك)أي مصباح الضوء :
عبدالقوي بن ثابت الباني
سَوّي حجار الباليه مشكيك
والناس تنظرهن من الشارع
وهو بيبنيهن على الاتريك
من كتاب (فنون العمارة الحجرية في يافع)
للدكتور #علي_صالح_الخلاقي
- الحصول على الرابط
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق