لكن على أيّةِ حال لم يكن الحلم يكلّفني شيئًا.

صورة
 إلى هنا ونكتفي.. من المحاولة، من التذكر، من الانتباه، من القلق، من الانتظار، من الركض، من الأمل واليأس، من كل شيء. يكفي هذا القدر من اللاجدوى. لم أعد أحتمل الشعور بالعمر وهو يتسرب من بين يدي دون أن أفعل شيء، دون أن أقول كفى. آن للقلب أن يهدأ. آن للحياة أن تبدأ. آن للذكرى أن تزول. وآن لشمس الغد أن تشرق. لا ندم على ما فعلتُه ولا ندم على ما لم أفعله، لم أعد أتمنى عودة شيء، ولم أعد أنتظر قدوم شيء، ليس لدي وقت للتوقع والالتفات، أُحاول فقط أن لا أفسد ما بين يديّ. حتى وإن كان الذي بين يديّ قليلًا، هذا القليل يكفيني، يكفي أنه حقيقي لا زيف فيه ولا ريب يخالطه. يكفيني القليل من الأصدقاء والأحبة، القليل من المعارف، القليل من المسرات، القليل من الأمل، القليل من المعرفة، القليل من الأحلام. تكفيني حياة صغيرة أحياها، بدلًا من حياة كبيرة أحلم بها. وهذا لا يعني أنني يئست أو استسلمت. مازلتُ أحلم، وأريد، وأرغب، لكن ليس على حساب طمأنينة قلبي. مازلتُ أحلم لأن في الحلم أمل يبقينا على قيد الحياة، ولكنني اكتفيت لأن في الاكتفاء طمأنينة تجعلنا نحيا. اكتفينا من خيبات الأصدقاء، اكتفينا من خذلان الأحبة، اكتفينا من

قصيدة لشاعر كويتي عام١٩٨٣م عن صنعاء اليمن




صـنـعاء والـحب والـتاريخ والـسفر

وألــف الــف زمان فـيـك يـخـتصر


جـئـناك نـلـتمس الـرجـعى لـصورتنا

لــمـا تــعـددت الاشــكـال والــصـور


نـشـكـو لـعـيبان دهــراً راح يـقـذفنا

فـــي كــل مـنـحدر يـتـلوه مـنـحدر


مـضـيـعـون وفــيـنـا كــــل هــاديـة

وظـامـئـون وفـيـنـا الـنـهر والـمـطر


لــمـا اسـتـقل سـهـيل حــن طـائـرنا

الـــى ســمـاء الـيـهـا يــرحـل الـقـمر


حـيـث الـقلوب كـما الآفـاق صـافية

وكــرمـة الـحـب لـلأحـباب تـعـتصر


صـنـعاء ذاكــرة الـدنـياء ومـبـدؤها

وأصـلـنا الـمـتسامي حـيـن نـفـتخر


إن قـيـل صـنعاء مـد الـدهر راحـته

وسـابـقت نـحوها الأزمـان والـعصر


صـنـعاء ويـحتشد الـتاريخ مـنتشياً

بــهـا وتـنـثـال مــن عـلـيائه الـصـور


فتلك((بلقيس))والدنياء تحيط بها

وذاك((ذويــزن))فـي ركـبـه الـظـفر


صنعاء عفوك ان أسرفت في حلمي

فـقـد يـلـوذ بـحـلم مــن بــه ضـجـر


مـــن الـكـويـت اتـيـنا مـثـل أغـنـية

بـيـضاء أنــت بـهـا الأنـغـام والـوتـر


ونحن نرصد الاحلام الجميلة نلاحظ كيف جعل الشاعر الحلم ملاذه، والحلم هنا ينطلق من حبه لهذا البلد وتاريخه العريق، ولذلك توقف عند حاضره المأزوم يشتكي الى صنعاء منه، ثم ذكر سهيلاً فغمره التفاؤل واندفع الى الماضي الجميل تعويضاً عن حاضر قبيح...وتتداخل أحلام الشاعر في تشكيلاته اللغوية فتعلو الشعرية بالمجاز، فنجد الحب له كرمة، والدهر له راحة والعصور تتسابق، والتاريخ يبدو منتشياً أمام الشاعر  بحضور بلقيس وسيف بن ذي يزن... 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعريف بالشاعر

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبدالله محمد العتيبي من مواليد دولة الكويت الشقيقة عام 1943م 

-حاصل على ليسانس لغة عربية وآدابها - كلية دار العلوم عام 1970م

-ماجستير في الأدب العربي كلية دار العلوم جامعة القاهرة 

-دكتوارة في الادب العربي في الجامعة نفسها بمرتبة الشرف الأولى 

-عمل استاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الكويت

كتب ودراسات 

-الشعر الشعبي الكويتي وقضاياه الاجتماعية 

-دراسة فن القلطة - مجلة البيان-1981م

-دراسات في الشعر الشعبي الكويتي

-اثر البحر في الشعر الشعبي الكويتي. دراسة نقدية. 1982م


انشطة ثقافية وادبية 

-عضو المجلس الوطني للثقافة والفنون

-عضو لجنة جوائز الدولة

-شغل منصب نائب رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الكويتية (كونا )

وغير ذلك من الاعمال الادبية والثقافية والمساهمات داخل وطنه وخارجه 

كان شاعر غنائي يطلق عليه لقب شاعر الدار وكان ناقد وكاتب وشاعر فصيح اجتمعت في شخصيته مواهب جمه وكتب عنه الكثير من الادباء 


توفاه الله في عام 1995م عن عمر يناهز 52عام 


ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصـدر

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

منارات ثقافية كويتية (13)

عبدالله العتيبي شاعر الدار، بين إبداع الشعر وقراءاته: 

محاضرة د.حمد عبدالله الهباد . د.سالم عباس خدادة -الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2006


ولكم عاطر التحية

شمر اليمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جامع نجد الجماعي التاريخي

لؤلؤة همدان

من أروع وأجمل المنظر في اليمن